مقالات وآراء

اتفاقية أردنية بـ«الشيكل» الإسرائيلي… إليسا تحضن أحلام وتقبل عاصي والآغا وكيل «حج» وكل «آلو» بـ «دولار»؟

 

وحده قطب البرلمان الأردني صالح عرموطي نجح في الوصول أولا، ثم ترجم ونشر ثانيا وثيقة الاتفاقية الخاصة بالغاز الفلسطيني المسروق.
تخيلوا معنا، اللغة هي الإنكليزية والأسعار بالشيكل والدولار… أين الدينار ومحافظ البنك المركزي؟!
النصوص ملتبسة، والخزينة الأمريكية تضمن الجانبين، والتوقيع مع شركة «مجهولة» مرخصة في مكان ما وراء البحار على شراء «كميات غاز»، لم يُستخرج بعد، وثمة من يقول لم يُكتشف بعد!
الرجل – وأقصد العرموطي، وحده من يملك التفاصيل، رغم ذلك غادر الى مدينة الكرك، جنوبي البلاد، ورافقته شخصيا للتحدث عن «فيلم الغاز» الطويل والممل، ولم نجد إلا مايكروفونا وكاميرا فضائية واحدة فقط توثق الحوار، هي محطة «رؤيا» الخاصة.
طبعا، بالنسبة لمكتب فضائيتي الحكومة و«المملكة»، فان العرس ما دام في الكرك، ويتحدث فيه قطب معارض، وبالوثيقة، فهو عند الجيران تماما. وبخصوص بقية الشاشات، التي تملأ الدنيا ضجيجا وهي تتابع مسلسل «جن» الفانتازي، لا تستحق مسألة صغيرة من وزن «رهن ملف الطاقة لصالح العدو» تكبد عناء إرسال كاميرا متكلسة ويعلوها الغبار.
أكيد هذا عتاب «مهني»، لكنه أخلاقي ووطني أيضا.
ولو كنت مكان الحكومة – لا سمح الله – لفتحت الهواء للعرموطي ورفاقه لقول كل ما لديهم حول كوارث اتفاقية الغاز، بدلا من التمعن أكثر بلافتة تظهرها دوما محطة «الميادين» اللبنانية، كلما تحدثت إخباريا عن الأردن بعنوان «غاز العدو إحتلال». مع تحفظي على كلمة «العدو» لأنه غاز فلسطيني مسروق.

يا عراق يابا؟

صعقني عراقي من عقداء قومه، وهو يتحدث لسائل عن تمثيل ولده الرياضي لبلده في مسابقات خارجية.
في الحزمة الرياضية على الشاشة الأردنية اليتيمة يرفرف دوما العلم الأردني بشموخ واعتزاز، ممثلا لمجتمع علاقته بالمنسف أكثر بكثير من علاقته بالرياضة في كل أصنافها.
قال الرجل ببساطة وبسرعة «يا عراق أخوي؟ ماكو عراق اليوم الأمريكيون والإيرانيون خانوه وخلوه عالحديدة».
وأضاف الرجل «ولدنا يمثل الأردن… باوع صوره مع الأمراء الهاشميين».
هذا حوار سريع لا يمكنك التقاطه لا على شاشة «البغدادية» العراقية ولا على شاشة التلفزيون الأردني.
ثمة مفارقتان في المسألة، الأولى عراقية وقد عرفناها، والثانية «أردنية» بامتياز، فوالد الشاب – الذي يتصور مع الأمراء ويمثل الأردن خارج البلاد في مسابقات دولية – يقيم في عمان منذ عام 1984 والبطل نفسه ولد في عمان، رغم ذلك يضطر سنويا لمراجعة وزارة الداخلية وتقبيل عشرات «اللحى» من أجل تجديد «إقامته».
يا للمصيبة، كيف نقبل كنشامى وربع الكفاف الحمر أن يمثلنا رياضي عراقي شاب نرفض منحه الجنسية في الخارج؟!
عموما، ما زلنا نقولها: أي إنسان يقيم لسنوات طويلة في الأردن ويستثمر فيها ويخدمها مع أولاده ينبغي أن يحصل على الجنسية، كما يحصل في الدول المتقدمة.

حفلة «بوس» على «أم بي سي»

التسويق شغال وبقسوة على «أم بي سي» المنوعات. مرة تلو الأخرى تنشر لقطات من كواليس في غاية السطحية، تمهيدا طبعا للموسم الجديد، حيث التقاط ملايين الدولارات لصالح شركات الاتصالات الذكية ومن جيوب المشاهدين المغفلين، وهم فرحون.
في كواليس «ذا فويس» من الموسم الماضي: عشرات اللقطات لإليسا وهي تحتضن أحلام وتقبلها على الخدين و«بوسة» تطير عشرات المرات من «حمائي» باتجاه عاصي الحلاني وأحلام.
إليسا تعثرت بالفستان وعاصي دبك بمعية الكوافيرة. حمائي تحدث هاتفيا مع جارة خالته، ويحمل وردة خصيصا لأحلام، التي «يغمى عليها» بين الحين والآخر، بدلع ونعومة، قبل أن يراقصها شخص مجهول، وقبلات ترسل للكومبارس وأخرى للفرقة الموسيقية.
تلك عمليا «مادة» لا تقول شيئا محددا، لكن أحتفي بها لأني مشاهد سلبي وأحيانا مغفل واعتبرها أسرارا لطيفة معرفتها تعزز الفضول الذي يتحول إلى «آلو» ثم إلى «دولار»!

مع مصطفى الآغا

طبعا التكتيك نفسه معتمد في مسلسل البرامج الرياضية، حيث «آلو» مع مصطفى الآغا هي «الأجمل والأحلى» بمعية سؤال متكرر: يا إبراهيم من مصر.. شو حلمك؟ دوما يجيب إبراهيم: «شئة للعيال وأمي تحج».
بصراحة، من كثرة عدد الفائزين مع الآغا وأمنيتهم إرسال الوالدة إلى موسم الحج، يشعر المراقب أن المسألة جزء من دعاية خاصة لموسم الحج أكثر من حصول ارتباط بالرياضة، خصوصا وأن أحدا لا يقول «عايز أبويا يحج»!
طبعا، الفكرة ذكية وتقوم على أن السعودية – أعانها الله على حمل رسالة الأمة – تفتح صدرها لكل «المؤمنين في العالم»، حتى على شاشة البرامج الرياضية لتأدية فريضة الحج.
يستثنى من المدعوين للحج في كل الوسائل والتقنيات نحو 200 أردني، تم اعتقالهم منذ أسابيع بتهمة «التعاطف مع فلسطين وحماس»، ولا تريد خارجية بلادهم المراسلة بشأنهم، تجنبا للإحراج إياه.
هؤلاء اعتقلوا بعد إمهالهم ساعتين فقط لمغادرة البلاد. تخيلوا. والله بساعتين لا يمكن الخروج من دورة المياه في السعودية، فما بالكم بمغادرتها.
الله غالب في كل حال، رغم سعادتي بالصوت الأجش، الذي رافق مذيع نشرة الأخبار الترفيهية في القناة السعودية الثانية، وهو يعلن بفرح وبعد المتلازمة إياها «بتوجيهات سيدي صاحب السمو .. الخ» أن كاظم الساهر، في طريقه لإحياء حفلته الثانية في جدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading