اراء و مقالاتمقالات وآراء

فجأة «البتراء» سعودية في إعلان أمريكي… النسور عندما «يتغزل» والثنائي ياخور – سلطان ينكران الحرب في سوريا

 

الحديث عن مقابلة متلفزة تحدث فيها رئيس الوزراء الأردني الأسبق، عبد الله النسور، لمحطة «روتانا عمان» بلطف مع «مذيعة» أصغر من أصغر أولاده يعيد التذكير بتلك «الانتقائية» في التواصل الاجتماعي عندما يكون «أردنياً،» وللأسف. أصبح الأمر أقرب إلى ممارسة اجتماعية سلوكية… نتورط مجدداً باصطياد «السطحي» والمثير.
هذه المرة مبالغة غير مبررة بالتركيز على شخصية من وزن الدكتور عبد الله النسور الذي يمكن قول ما نريد ضده في السياسة دون أن نمنح أنفسنا الحق في اجتزاء مادة خارج سياقها في برنامج تلفزيوني
لا شفقة ولا رحمة، وأحياناً لا أخلاق، في ممارستنا السلبية للتواصل.
شخصياً، لم أرصد –كقارئ- رجلاً سبعينياً يتجاوز أي حدود خلافاً لما رصدته في سيل من التعليقات الجارحة.

سياسي ومذيعة

المسألة كانت أقرب لسياسي مخضرم يحمّله الشارع مسؤولية عدة أزمات يحاول التجاوب بلطف مع برنامج شخصي وعائلي لا علاقة له بالسياسة، ومذيعة تحاول عكس روح برنامجها وإن كان أحياناً بخفة تقنية وبدون فلترة. طبيعة البرنامج حاول دولة الأخ المحترم الانسجام معها.
نحن نفتقد إلى حلقات متلفزة من هذا النوع مع «كبارنا»، والموضوع كان رشيقاً ولطيفاً.
الاجتزاء ليس من شيم الموضوعيين، والجميع قرر «قص» جزئية وحرفها عن مسارها، ولم يكلف أي من المعلقين نفسه عناء مشاهدة مقابلة كاملة. للتوّ كنا نصفق لمقابلات مماثلة مع رموزنا أجراها «ضيف لبناني» ولم يعترض أحد.
لكن الذاكرة التواصلية السلبية، التي تبحث عن «إثارة»، قررت الانقضاض على سياسي فقط لأنه تحدث ببساطة وحاول إنتاج «دعابة» مرحة اجتماعية من النوع الذي نقوله يومياً كأردنيين، ويؤخذ دوماً بحسن نية.
ليس دفاعاً عن النسور، فأنا في أبعد مسافة منه، ولكن تأكيداً مرة أخرى على تنديدي بأسلوبنا التواصلي لأنه يحتاج إلى إعادة نظر، وما ينبغي أن يشغلنا أكثر بكثير من ما قاله ضيف ومضيفة وبرنامج.
مع ذلك، لست ضد الشارع أيضاً عندما يفرغ كل احتقاناته في سياسيين لا ناقة لهم ولا بعير بكل ما يحصل.

زيارة البتراء «السعودية»

الهوس التواصلي نفسه له طعم مختلف عندما يتعلق الأمر بمراقبة حملة التسويق السياحي السعودية في محطات دولية من بينها «سي إن إن».
هنا حصرياً يمكن التوقف عند شعار إعلاني سعودي يستحق التوقف وسط عبارة تعد السائح الأجنبي بمغامرات غير مسبوقة في «مدائن صالح»، وهي عبارة وضعت بين قوسين وتقول..»بتراء السعودية».
لو تطرفنا قليلاً بعكس حسن النية لقلنا إن الشقيق السعودي لا يقف طموحه الذي يعترضه الأردني فيما يبدو عند «القدس» ودور الوصاية فيها، بل عند مدينة البتراء إحدى أبرز عجائب الدنيا.
سؤالي بسيط وساذج: من لديه مدائن صالح ما حاجته إلى انتحال اسم البتراء لتسويقها؟
الشقيق هنا «يحج ويبيع مسابح» بنفس الوقت وليس صدفة -هنا نفترض حسن النية طبعاً- أن المسابح من منشأ أردني.
البتراء تماماً «أردنية نقية» بالخالص مثل الوصاية الهاشمية، وعلى حد علمي بالتاريخ لا علاقة من أي نوع تربط «الحضارة النبطية» بالمملكة الشقيقة.
وأغلب التقدير أن المسوق السياحي السعودي «لم يستأذن» هيئة تنشيط السياحة الأردنية بهذه «الاستعارة» ونصفها كذلك أيضاً من باب حسن النية.

«أكلناها» وصفاء

لكن وزيرة السياحة في بلادنا، مجد شويكة، تبلغ علناً المستثمرين في القطاع بأن وزارتها تعمل بدون «إرادة سياسية».
طبعاً، حصل ذلك قبل ظهور الحلقة الأخيرة من برنامج «أكلناها»، التي قرر فيها النجم السوري باسم ياخور تصعيد الملف الأردني.
يبحث الأردنيون بكثافة عن طريقة للرد على الممثلة صفاء سلطان لكي تبدأ مجدداً حفلة اللطم الوطني بعنوان «رغيف الخبز المأكول المذموم». قررت الحاجة صفاء، وفي البرنامج نفسه، إطلاق جملة سياسية ساخرة وهي تتحدث باللهجة الأردنية فتستخدم مفردات من النوع الذي يستعمله المراهقون وصغار السن في أسواق الخضار، وتحاول تقديم لسانها المطعوج وكلماتها الرديئة على أساس أنها لهجة أردنية.
ما علينا… الفتى الأردني الذي تقمصته صفاء بعدما دخل الجانب السوري من الحدود صاح مسبهلاً..» يا زلمة ..هي الحرب عنا ولا عندهم». تلك جملة قاسية بامتياز على شعب استقبل مليون ونصف إنسان سوري شردتهم طائرات سوخوي من مواطني ياخور وسلطان بحجة الممانعة والصمود والتصدي والمؤامرة على «السيد الرئيس وسوريا العروبة والمقاومة».
كنت أتمنى أن تسخر الممثلة ولو قليلاً من أكشن الحرب المستعرة في بلادها، وخصوصاً في إدلب هذه الأيام.
وكنت أتمنى أن يطلب ياخور، وهو يتقمص دور مقدم برامج ترفيه، من ضيفته مثلاً تقليد لهجة وصوت ذلك الطفل السوري الصغير الذي قُتل جميع أفراد عائلته وقال أمام الكاميرات .. «سأخبر الله ماذا فعل بنا بشار الأسد».
إنكار ممثلة محبوبة ومثقفة للحرب في بلادها عبر تفريغ الأزمة باتجاه اللهجة الأردنية لا يؤدي إلى إنكار الاحتلال الروسي الإيراني ولا يقود إلى محاولة مسفة للسخرية من طريقة الأردنيين في الكلام، فهم كانوا وسيبقون من أشرف شعوب العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading