اراء و مقالاتمقالات وآراء

«خلية الأزمة» الأردنية: العزل والحظر بـ «مرونة» حتى حزيران وكورونا تسلل إلى العاصمة

ظهور إصابات في مخيم «النصر» والأزمة قد تتجدد بعد أيلول

 

تبدو المواجهة على النجاحات التي تحققت سياسياً وصحياً في الأردن «أطول من التوقعات»، زمنياً على الأقل.
هذا ما يمكن استنتاجه من بين الأسطر الحذرة التي تصدر عن الناطق باسم لجنة الأوبئة الوطنية الطبيب الدكتور نذير عبيدات، خصوصاً بعد مفاجأة غير محسوبة قوامها اكتشاف إصابة موظف يعمل في دائرة العلاقات العامة بمركز الأزمات الوطني. ولاحقاً -وهو الأهم- تسجيل أول 3 إصابات نتجت بالتأكيد عن «مخالطين» في مخيم النصر للاجئين ولأول مرة في عمق شرقي العاصمة عمان.
مع توالي التقارير المحلية الصحية التي تتحدث عن «احتواء ناجح وفعال» للفيروس في محافظات الجنوب بصورة كبيرة والشمال بصورة معقولة، تبقى أعين جميع أطراف إدارة الأزمة في المملكة متركزة تماماً على السيناريو الأسوأ في عمان العاصمة. تعتقد لجنة الأوبئة الوطنية بأن الفيروس نجح في التسلل -رغم كل الإجراءات- إلى بعض الأحياء في العاصمة عمان، لكن الإجراءات الوقائية قاسية وصارمة ولا تكل ولا تمل. وقد عبر الناطق باسم خلية الأزمة العسكرية العميد مازن فراية، الأسبوع الماضي، عن «قلق الجيش على العاصمة».

وظهر الاثنين، شوهد رئيس الأركان الجنرال يوسف حنيطي يتفقد ولأول مرة «أحد مراكز الوقاية الميدانية» أقامه الجيش في منطقة «خو» شبه الصحراوية في أكتاف وقرب مدينة الزرقاء. وهو إجراء عسكري وفني يوحي بأن عملية إعداد مقرات طبية احتياطية بدأت تحسباً لأي تطور في مسار الفيروس الذي يشغل العالم.
في الأثناء، وعن العاصمة، ثمة تصريحان يوحيان بأن «المعركة مستمرة» بالرغم من كل إجراءات تخفيف الحظر وتحريك بعض قطاعات الإنتاج بأوامر ملكية. التلميح الأول للدكتور عبيدات، وهو يؤشر لأسبوعين قادمين من العمل المجهد بسبب «3 إصابات سجلت» وأدت إلى عزل بعض أحياء مخيم النصر شرقي العاصمة.
أما الثاني فصدر عن عضو لجنة الأوبئة النشط الدكتور وائل هياجنة، حيث نقل عنه القول بأن «ذروة الفيروس» في البلاد تقترب مع منتصف الشهر الحالي بالتزامن مع النبأ السار، حيث لم تسجل أي إصابة في محافظة إريد شمالي البلاد لليوم التاسع على التوالي، ما يثبت للسلطات نجاح سياسة العزل المتشددة وإغلاق المدن في تحقيق الاحتواء المطلوب. وفيما يخص إصابات مخيم النصر، وعددها 3، أدت إلى إغلاق المخيم أمنياً، وتبين أن أحد المصابين يعمل في سوبرماركت كبير ومعروف في ضاحية عبدون. ويرى الخبراء أن تسلل الفيروس بطريقة غامضة لبعض الأطراف والأحياء في العاصمة قد يتطلب الحفاظ على سياسات العزل ويبقى على التحفظ في مسألة تطبيقات الحظر ويحافظ على الحذر الشديد عبر الالتزام بمواصفات لجنة الأوبئة عندما يتعلق الأمر بـ»تحريك بعض القطاعات».
وهو تماماً ما التزمت به وزيرة السياحة مجد شويكة وهي تعلن، أمس الإثنين، عن السماح بعودة خدمات التوصيل لجميع المطاعم المصنفة سياحياً في المملكة وضمن بروتوكول متشدد جداً قررته لجنة الأوبئة الوطنية.
في الأثناء، بطبيعة الحال، بدأت غرفة العمليات تتخذ التوصيات في إطار رؤية «صحية وعلمية» مرتبطة بتوصيات لجنة الأوبئة، ثم في إطار رؤية «أمنية عسكرية» يشرف عليها خبراء القوات المسلحة، وهو ما ظهر بعد توصية الجيش بالتناغم مع الاستقصاء الوبائي بالحرص على تحريك بعض القطاعات والمصالح والمولات، وحتى المصانع، بنسبة عمالة تتراوح ما بين 20% – 30% فقط في المرحلة الحالية. والحرص على «احتواء» الفيروس بعد مخاوف تسلله في العاصمة هو المحرك الآن لسيناريو مواجهة تقرر وتجهز للتنفيذ، حيث عزلت أحياء بكاملها وحيث طواقم فنية تطارد المخالطين ضمن نطاق العمل المعلوماتي الاستخباري «الصحي» لمعرفتهم وفحصهم.
وكان الفيروس قد ظهر في عمارات سكنية في عدة ضواحي بالعاصمة، من بينها الهاشمي الشمالي، وحي نزال، وحتى ظهرت إصابات قليلة في منطقة ماركا وفي حي الرشيد غربي العاصمة.
ومن المرجح أن التوزع الجغرافي للإصابات في عمق العاصمة بين جناحيها الشرقي والغربي يتطلب الاستعداد لإطار استقصائي مكثف وترتيبات أمنية مرسومة بدقة، مما دفع وزير الصحة للإعلان عن زيادة عدد أطقم الاستقصاء الطبي وتحريك لجان صحية بالاتجاه الاستقصائي في عمان العاصمة دون التفريط بالوقائيات التي تترقب «ذروة الفيروس» بنسختها الأردنية، وبهدف حماية ثم تقليد الإنجازات التي حصلت بالاحتواء في شمالي وجنوبي المملكة.
لكن المؤشرات الأولية، حسب مصادر «القدس العربي»، تشير إلى أن المواجهة «مستمرة»، والخطوات الحذرة في الحظر والإغلاق والعزل الجغرافي والطبي قد تستمر إلى بدايات حزيران المقبل. لكن القناعة تترسخ بأن خطط الاشتباك نفسها قد تصل لسقف زمني قوامه أيلول المقبل دون استرخاء في فصل الخريف ومع بناء استراتيجية قد يعود بعدها الفيروس للظهور في بداية الموسم الشتوي المقبل… بهذه الطريقة تفكر غرفة القرار الأردنية الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى