فضائيات مصر تتسلى بعجز السلطة والأردن: عرس «التهجير» لا يشمل «سيناء» ومحور فيلادلفيا في «الأغوار»

«3» ضيوف ومحاور واحد على فضاء فضائية «القاهرة الإخبارية».
لاحظوا معي ما حصل: الزميل المذيع يسأل ضيفه الأردني طرازا من الأسئلة التي ترش الملح على الجرح: ما هي خيارات الأردن الضعيف؟ بعد وقفة «ملك شجاع» في واشنطن، كيف ستتصرفون مع التهجير دون سند عربي؟!
أسئلة تسلية مماثلة تخاطب «السلطة العاجزة» للضيف الفلسطيني، وعندما تنتقل الكاميرا للضيف الثالث، وهو مصري يتم توجيه أسئلة عمومية، لا معنى لها عن «عجز الأردن والسلطة والمخاطر التهجيرية»، وكأن عرس «التهجير» عند الجيران فقط، لا يخص مصر أم الدنيا.
بحثت باهتمام عن أي سؤال له علاقة بالعجز المصري، أو يحاول فهم ما الذي تخطط مصر لفعله في مواجهة «حشر 2 مليون فلسطيني» في مدينة رفح على أكتاف الأمن القومي لـ»الجدعان»؟
للأسف وبصراحة: احتيال واضح في تلقين المشاهد، وكأن «أم الدنيا» ليست في أي خطر، ومن اليوم الأول سمحت للوحش الإسرائيلي بالسيطرة على حدود مصر مع «أرض فلسطينية محتلة» بموجب القانون الدولي.
أين الصمت المصري؟
لا نريد العودة لمناقشة «سهرات الوناسة» على الشاشات المصرية، ولا نريد الخوض مجددا في السؤال الذي طرحناه على هواء فضائية «رؤيا»: مصر زعلانة ليه من الشعب الفلسطيني؟
مصر التي نعشقها ونحترمها لماذا تقبل بحصار غزة وتجويع أهلها على النحو الذي كان؟
جل ما نريده من الزملاء في المرئي والمسموع المصري فقط مزج بعض المقولات المعلبة عن العجز الفلسطيني والضعف الأردني والغياب العربي، ولو بقليل من التساؤلات عن «الصمت المصري».
في كل أمانة بعد الإصغاء لشروحات معلقين إسرائيليين على القناة 14 عن خطة نتنياهو بخصوص «توجيه الجوعى والعطشانين نحو نهر النيل العظيم»، بحثنا بحرص عن تغطيات قنوات مثل «القاهرة والناس» وشبكات النيل للأزمة الإنسانية، التي تتكدس على خاصرة مصر، فلم نجد أي محتوى يتابع أو يشرح.
احتفلنا مع «سي إن إن»، وهي تبث تقريرا عن وصول تقنيات دفاع جوي صينية حديثة للجيش المصري، وأحدهم على القناة الإسرائيلية 13 طالب علنا، وبكل وقاحة بتوجيه ضربة سريعة لمحطات الدفاع الجوي في سيناء حتى يحافظ الكيان على تفوقه الجوي.
في المقابل لم نسمع أصحاب الصوت المرتفع الذين «يهددون الشعب الفلسطيني»، إذا اقترب من الحدود في حالة اشتباك ترد على من رقصوا تلموديا في القدس ضد «الوصاية الأردنية».
محور فيلادلفيا أردني
اختصرها على قناة «الجزيرة» بضيافة خديجة بن قنة، زميلنا عريب الرنتاوي، وهو يقرأ مستوطنات الأغوار المستحدثة بتوقيع سموتريتش باعتبارها بداية تشكيل «محور فيلادلفيا الشرقي».
هل بالغ الرنتاوي قليلا؟
ممكن شريطة أن يتوقف تلفزيون الأردن الرسمي عن مجاملة خطاب تلفزيون «فضائية فلسطين»، وهو في المناسبة هذه الأيام شاشة كل ما تهتم به ليلة إعلان إنشاء 22 مستوطنة جديدة فرد مساحة تغطية واسعة مصورة لقرار «القيادة العليا» تشغيل مخابز دمرها «جيش الرب» ما غيره، في زاوية غربية من مدينة جنين.
«اغلقوا شبابيكم».. قالها يوما أحد جنرالات السلطة لأهالي قرى الخليل، ردا على هجمات المستوطنين، فيما انطلق أحدهم يسأل عبر شاشة «الحقيقة الدولية» في عمان العاصمة: نفسي أفهم… هل التنسيق الأمني من طرف واحد فقط؟
سؤال لغز أثار حيرة كل علماء أوسلو، الذين سألتهم عن جزئية التنسيق من طرف واحد فقط.
على «الجزيرة» أيضا حاول مصطفى البرغوثي بث الأمل في جسد هذه الأمة التعبانة، عندما أشار إلى أن «التهجير والضم خطة تنفذ»، لكن الشعب الفلسطيني بالدم يتكفل بالتصدي لها.. والبقية على «الأخوة في النظام الرسمي ألعربي».
خجل البرغوثي من تكرار إشارة الرنتاوي عن «مخاجل غياب المصالحة الفلسطينية»، أما سموتريتش فأبدع مؤخرا وهو «يصمت» مع فرقة «جلعاد» ما غيرها على ما لا يقل عن «6 طائرات مسيرة» محملة بالمخدرات أسقطت في الأردن وتوجهت من بئر السبع.
المقصود بمحور فيلادلفيا الشرقي، أي على أكتاف الأغوار الأردنية، قد يكون أبعد بكثير من المحور المصري الشهير.
المسألة قد تتعدى ضم الضفة الغربية وتأديب قادة أوروبا، الذين فكر بعضهم مجرد تفكير بالاعتراف بدولة فلسطين في اتجاه ما هو أخطر عبر تأسيس ممر فيلادلفيا الجديد على الحدود مع الأردن لتعويض «خسائر الكبتاغون» بعدما غاب عن واجهة درعا اللواء ماهر الأسد، الله لا يذكره بأي خير.
إسرائيل «تهجم علينا» كأردنيين ليس بالتهجير فقط، بل بالمخدرات في صفحة لم تقرأ بعد ولا تزال طي الكتمان.
ردا على مقولة «غياب الأوراق الأردنية»، لا بد من تذكير زميلنا المصري «اللعوب» مهنيا بأن ضيفه الأردني الفريق قاصد محمود قدم الدليل الأقوى على «عكس ضعف الأردن» عندما شرح في كل بساطة نظريته عن لعبة التهجير والحدود الإسرائيلية، قائلا «حسنا في حال التهجير يمكن الرد عليهم بفتح الحدود لإنفاذ حق العودة لأكثر من 10 ملايين فلسطيني».
نقول للفريق محمود.. «برافو باشا».