مقالات وآراء

كنافة “نابلسية” بسعر “مطار البحرين” لماذا “الغنج” أثناء الاغتصاب؟ وكوشنر عندما يتقمص “نعومي كامبل”

أعجبتنا لهجة مذيع الأخبار في التلفزيون السوري وشعرنا أنه “كابتن الكباتن” تماماً، ويرفع من مستوى الصوت متحدثاً عن الجيش العربي السوري، وهو “يرد” على القصف التركي لإحدى النقاط السورية.
طبعاً، من حق الشقيق السوري أن يبتهج وينطعج وهو يمارس حق الرد، سواء ضد تركيا أو غيرها، علماً أن محطة “سي أن أن” بنسختها التركية أبلغتنا أن الجانب الآخر رد على قصف نقطة تركية متفق عليها من قبل الجيش السوري.
لا يرهقنا القول إن أي تواجد عسكري أجنبي على الأرض السورية بمثابة “احتلال”.
حتى لا نغضب كثيرين، نتمنى أن تسيطر المؤسسة السيادية السورية على “كامل التراب” الوطني.
لكن سوريا محتلة أيضاً بالكامل من “الدب الروسي”، الذي يسرح ويمرح في الجو والبحر، ويقصف من يريد متى شاء.
فكرة مذيع يمارس حق الرد العسكري، تطرب الأذن، فعلاً لو كانت سورية مستقلة حقاً، ولو شملت قصف العدو الإسرائيلي الدائم للأراضي السورية.
شخصياً، ما لم أفهمه بعد كيف تؤمن سورية الدولة بزوال إسرائيل، والثانية تتآمر لإسقاط النظام السوري، بينما يتجول الروسي بين دمشق وتل أبيب كشريك إستراتيجي مع الجانبين.
سورية لا تجلس على طاولة البحرين المعنية بصفقة القرن، صحيح. لكن الصحيح أيضاً أنها حاضرة في التفاوض مع العدو عبر اللجنة الأمنية الثلاثية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وتل أبيب.
لو توقف الشقيق السوري لحظة عن ادعاء الممانعة والمقاومة، ولو تمأسست مصالحة داخلية وتوقف إرسال البراميل المتفجرة ضد القرى والسكان المدنيين، لصفقنا مع سحيجة “السيد الرئيس” المتكاثرين كالفطر في عمان.

بقالات الاستخبارات ودمشق

المذيع الزميل المنطعج لا يتحدث إطلاقاً عن فروع داخل بلاده لكل أجهزة وبقالات الاستخبارات في العالم.
بالمناسبة، “اشتقنا” لـ”السيد الرئيس” ونظرياته التلفزيونية، التي تزحلق الحقائق زحلقة، ولا تذرف ولو دمعة على حجر أو شجر.
وعلى سيرة الاشتياق، افتقدنا “الريس” المصري عبد الفتاح السيسي، وبحثنا بشغف عبر الشاشات عن آخر مداخلاته الممتعة، واكتشفنا أنها تلك التي نقلتها محطة “النيل” على الهواء المباشر، وهو يكاد يقول لأهل افريقيا بمناسبة بطولة الكرة، “حتى أنتم كمان نن عينينا”.
الريس كأنه قرأ الإلياذة وهو يعلن افتتاح البطولة “عل..ى بررر..كة الله”، مع أن البركة تغيبت عن كل المحروسة، بعدما سمح شعبها بقتل رئيس شرعي على النحو المخجل، الذي تم، رحمه الله.

مطار البحرين وكنافة نابلس

نعود الآن لـ “حبيب الملايين” معالي وزير الخارجية البحريني بعد إطلالته الرشيقة جداً على شاشة “إسرائيل 13”.
استفز صاحبنا أمة لا إله إلا ألله بكلامه عن “حق إسرائيل بالوجود” وهو يحاول تقليد منطق ممثلي “سيدي صاحب السمو” في الولاية السعودية.
فلسطينيا وعربياً وأخلاقياً وسياسياً، لا أعرف سبباً لكل هذه البهجة والتسهيلات البحرينية الحكومية أثناء “التطبيع” مع عدو محتل.
“إذا بليتم لأي سبب فاستتروا”، والأخوة في المنامة قرروا التصفيق للبلاء وأن “لا يستتروا”.
ما هو مبرر “الغنج” خلال “الاغتصاب” إذا؟!
رقص كوشنر بالسيف السعودي في مكة قبل وقوفه على خشبة مسرح البحرين، وشربت إيفانكا القهوة المرة البدوية.
من الآخر: كان بإمكان البحريني أن ينفذ التوجيهات السعودية والأمريكية وينظم “المؤتمر إياه”، سيئ السمعة والصيت، مع بعض تكتيكات مقدور عليها من طراز التحدث مع قنوات عربية الى جانب العبرية، وتقليص عدد الصحافيين الإسرائيليين، وإغلاق الجلسات، واتباع أسلوب إعلامي دبلوماسي لا يبيع المياه بدلاً من “السقايين”.
طبعاً، هذا حق سيادي للأشقاء يمارسونه نيابة عن الوكيل السعودي.. هنا أيضاً البحريني حر ويمارس هوايته المعتادة في الخضوع للجغرافيا، كما تخضع لها بلادي الأردن.
لكن ليس بالضرورة المشاركة في حفلة لوم الشعب الفلسطيني وتعنيفه والإساءة إلى تاريخه، على نحو مخجل سياسياً ودبلوماسياً، ولا يستفيد منه على الأغلب الشعب البحريني الشقيق.
أجمل تعليق قرأته على ورشة عمل المنامة وملياراتها كان بلهجة فلاحية فلسطينية لطيفة ويقول”يا كشيلكم…أهل نابلس بيأكلوا كنافة فقط بالأسبوع بثمن وكلفة مطار البحرين”.
حتى ضاحي خلفان سخر من أفلام كوشنر والبحرين، ولفت النظر إلى أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج المليارات، فهو يملكها.
من جهتي، وبمجرد وقفة كوشنر في افتتاح المؤتمر على مسرح طولي يخطب بجمهور ضجر، تذكرت عارضة الأزياء “نعومي كامبل” وأدركت أن الورشة إياها ليست أكثر من “نفيخة” فعلاً.
السؤال المحير: لماذا يستطيع الإماراتي عبر ضاحي خلفان وخلافه التواري قليلاً عن الأنظار، ويتمكن السعودي من الابتعاد عن “الغنج إياه”، بينما يقرر البحريني ملازمة إسرائيل على فراش واحد مع أطنان “الغنج إياه”؟
فعلاً استفسار نطرحه، بقصد الإجابة، على الأشقاء.
بعض زملاء العهد السعودي الجديد، تدفقت أحقادهم على شعبنا الفلسطيني العظيم فجأة، ولجأوا إلى الشتم والإساءة والإنكار والتشكيك، ولم يسلم منهم حتى المسجد الأقصى. هؤلاء تحديداً لن نلتفت إليهم كثيراً، حتى لا نسيء للشتائم، لأنهم ببساطة تجاوزوا مرحلة الغنج بكثير و”يستمتعون” بشوفينية مريضة بالمشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى