اراء و مقالاتمقالات وآراء

اردوغان يرتل القرآن وفاروق حسني في نسخة طازجة

 

 

يفرحنا زميلنا الشاب والموهوب بلال العبويني عندما نراه على شاشة «الحقيقة الدولية» معلقا على المسائل الكبيرة، مثل «الاستعصاء» في القضية الفلسطينية.
طبعا، نرحب بانضمام الجميع إلى التنويع في الشاشات، بعد الجدل المتلفز، الذي أثاره تصريح رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عن «الدولة الواحدة» وفي صيغة «لكل حادث حديث».
من جهتنا لا بد من إعادة تكرار»التحذير القديم» وبإيمان.
بعض علية القوم لديهم «قناعة راسخة» أكثر مما ينبغي أن مصلحة الوطن الأردني تتطلب «الشراكة» ولو على أساس «الخضوع» أحيانا للعدو الإسرائيلي، على مراحل وبالقطعة والتقسيط.

تحذير قديم

بعض هؤلاء ولأسباب يمكن فهمها «يسبق لسانه فكرته» لا تسألوني عن «الدوافع» فهي قد تدهشكم بحجمها الصغير والشخصاني.
لكن تجنبا لشبهة التصنيف والاتهام ينبغي أن نناقش «عيال أو أطفال السلام» إياه، حتى نقنعهم أو يقنعونا في موازاة ثلاثية العدو التاريخية وهي «التسلل – تغيير الأمر الواقع- والتفاوض طويل الأمد على الوضع الجديد».
مرجح أن ما خطر في ذهن رئيس الوزراء عمر الرزاز هو «العزف على وتر إحراج العدو» وعلى أساس أن العقل الصهيوني، الذي يدير الملف أصلا لم يخطط إطلاقا للقنبلة الديموغرافية الفلسطينية.
اطمئن الجميع: العقل الاسرائيلي يخطط لكل صغيرة وكبيرة، وقد شرعن قانون «يهودية الدولة» ومشروع «الضم» و«التذاكي الصبياني» في مواجهة المخاطر وهذا جزء من الإشكال ولا يمكنه أن يكون حلا.
حتى لا يتحول «أطفال السلام والتطبيع» العرب إلى مجرد «أطفال أنابيب» إليهم نصيحة يرددها أجدادنا تدعو للانتباه لضرورة عدم وجود مبرر لـ«جدع الأنف» عند الإستعطاف والادعاء بفقدان حاسة الشم.

اردوغان في آيا صوفيا

في أقاويل مواسم الانتخابات الأردنية قصة شهيرة محكية عن «مرشح برلماني» إضطر لمشاركة الجموع في صلاة العشاء مرتين «بدون وضوء» خلال جولته الدعائية، رغم انه أصلا «لا يصلي».
تذكرت تلك القصة – النكتة، وأنا أحاول تتبع اللقطات المثيرة عبر محطة «تي أر تي» العربية للرئيس رجب طيب أردوغان، وهو يتلو القرآن الكريم، خلال افتتاح مسجد آيا صوفيا الشهير، الذي شغل العالم.
طبعا، لا نقصد أن الرئيس صلى بدون وضوء بالتأكيد فتلاوته جميلة ورقيقة وتدخل القلب، وأحدهم علق قائلا للرئيس «كلك على بعضك حلو».
لكن دققنا قليلا في ستة أشخاص يحيطون في الرئيس أثناء تلاوته بصوته العذب.
أردوغان اعتمر «طاقية الحجاج» البيضاء الصغيرة وكبار مرافقيه وضعوا كمامات طبية وبقي الرئيس فقط بدون كمامة.
حتى في عمان يصلي الناس اليوم متباعدين على طريقة مسجد «آيا صوفيا» لكنهم سرعان ما يختلطون بكل شيء حولهم بعد الصلاة.
بتجرد سياسي لا نعرف سببا للضجيج الغربي بعد قرار تركيا «السيادي» بتحويل «آيا صوفيا» من متحف إلى مسجد، فالكنيسة بقيت في المكان، حسب الأنباء، ومحطة «الجزيرة» إجتهدت في بث مباشر لأول صلاة جمعة، نكاية في الغاضبين في الغرب، وهم أنفسهم لا يغضبون بأي شكل لإغلاق مساجد في النمسا أو تحويل بعضها في فلسطين إلى «خمارات».
الزملاء في «سكاي» و«العربية» قادوا حملة قومية عارمة ضد القرار التركي و«الجزيرة» تتولى المناكفة طبعا.
خطر في ذهني تذكير الزملاء في الإعلام الممول إماراتيا وسعوديا أن أحدا منهم لم يظهر أي اهتمام بالشيخ الخليجي إياه الذي صلى مع الهندوس في معبدهم أو ذلك الشاب السعودي الذي اعتمر القلنسوة اليهودية!
يا جماعة الخير. الدول حرة في سيادتها وأردوغان منتخب يحاسبه فقط الشعب التركي. الدين لله والوطن للجميع، وطبعا نحترم كل الأديان وأتباعها، وعلى كتائب الإعلام الممول من أنظمة «مستبدة» وديكتاتورية وغير ديمقراطية التوقف عن الفتوى في مسائل تخص دولا ديمقراطية ينتخب رئيسها بدون «منشار» وتزوير.
وفكرتي هنا تشمل تلك الفضائيات، التي تبالغ في التغزل بتركيا وقراراتها.

فاروق حسني يتذكر

كانت وصلة متلفزة ومصورة أشبه بعبارة بهجت سليمان، ما غيره، الشهيرة «يطعمك الحج والناس راجعة».
المسألة لها علاقة بالظهور الأخير لشيخ الثقافة في النظام المصري الرسمي فاروق حسني، وهو يعلن «التوبة بأثر رجعي» في محاولة لإستدعاء السؤال: أي غفران يرتجى بعد كل تلك المواسم؟
يسأل المذيع صاحبنا عن مسيرته الحافلة في عمق المؤسسة المصرية فيتفنن في الاعتراف: أمضيت 41 عاما في الإذاعة و30 عاما في التلفزيون، وأحسست أن الإعلام «كاذب في كثير مما يقول».
أضاف حسني: ما أبقاني مستمرا أني كنت بعيدا عن الأخبار السياسية وعن حملات الدولة بمناسبة وبدون مناسبة.
كان فاروق حسني يعرف من الداخل كيف «تكذب الأنظمة».
ينبغي أن نتيح للرجل فرصة «التطهر الثقافي» في حالة واحدة فقط، أن يبلغنا «تفاصيل» كذب النظام المصري خلال 70 عاما.
دون ذلك في رأيي كمحب لمصر ومشاهد عربي لفضائيات «الهشك بشك» التي دعمها الرجل نفسه في الماضي وظهر عليها مرارا، دون ذلك الغفران صعب والتطهر يحتاج لأطنان من مسحوق «تايد» للغسيل .
فاروق حسني قامة طيبة لكن نريد التفاصيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى