اراء و مقالات

رغيف «بلدي» مدهون باليورانيوم المخصب في ليبيا… و«النشامى» مع الياباني ضد «أبو البالستي»

هل سقطت الطائرة المسيرة الأمريكية فوق البحر الأسود، بفعل فاعل روسي أم أنها أسقطت من قبل أصحابها؟
هذا السؤال أجابت عليه محطة «سي إن إن» أمس الأول في تصريحين متناقضين.
الأول لوزارة الخارجية، يتحدث عن سلوك عسكري روسي»أهتر» – يعني باللهجة الفلسطينية مهبول – في السماء لم يكن متعمدا، انتهى بسقوط الطائرة.
والثاني لرئيس هيئة الأركان الجنرال ميلي، يقول فيه إن الطائرة أسقطها الروس.
شخصيا، وكمشاهد سلبي للأخبار لم أعرف بعد ما الذي حصل.
حسنا طائرة تسقط من سماء القرم. قبل ذلك منطاد صيني عملاق يسقطه الأمريكيون، ثم تصفه قناة «الجزيرة» بالخبر العاجل، فصاحبنا رئيس كوريا الشمالية «أبو تسريحة جنان» أطلق هذه المرة صاروخا باليستيا ضخما، تحرك من نقطة ألف الى نقطة باء، بمساحة مقدارها ألف كيلو، مما دفع الأخوة في اليابان للجنون والانفعال.

جنرالات البناشر

شاهدت بعيني مذيعة ترطن بالياباني، وتحاول عكس صورة الغضب، الذي تشعر به بلادها.
وقبل انتهاء وصلة اللطم على الشاشة يباغتنا مراسل «الجزيرة» في كييف بالنبأ الجديد «خيرسون الروسية تدمر سفينة أوكرانية حاولت تنفيذ عملية إنزال».
أي جنون يختزنه الجميع اليوم على شاشات الفضائيات على هذا النحو المرعب؟!
لماذا لا نشارك نحن العرب في هذه الاحتفالات الكونية بأي صيغة؟ أشعر بالغيرة، رغم أن فضائية السودان تحصي يوميا عشرات الرتب والنياشين مع جنرالات المايكروفون.
في مصر والأردن والخليج آلاف مؤلفة من الرتب المرتفعة، لكن لا أحد يذكر دولة عربية واحدة في «فعل عسكري» من أي صنف.
ولا حتى بالون عربي لأغراض «أي تجسس» أو صاروخ مصنوع بالأيدي السمراء، نجربه ولو على سوق الخضار المركزي. فقط جنرالات «بناشر» على الطريقة الفلسطينية. فعلا «سمة البدن» بالأطنان.

«نشامى» كوريا الشمالية

لا بد من التوقف عند الرعب، الذي اعتراني، وأنا أشاهد التغطية التي فردتها قناة «المملكة» الأردنية لزيارة قام بها الى طوكيو وزير الخارجية، زميلنا الفاضل أيمن الصفدي.
في عقر دار الإمبراطورية اليابانية قالها «وزيرنا» بدون حتى «رمشة عين»: «ندعم جهودكم في حل القضايا العالقة مع كوريا الشمالية».
لو كنت مكان أبو الصواريخ البالستية لعتبت على الوزير الصفدي، فهي المرة الثانية التي تتحرش بها وزارته في كوريا الشمالية، خلال أقل من عام.
شخصيا، وكمواطن لا أعرف ما الذي يمكنني تقديمة للأخوة في اليابان لدعمهم في قضاياهم العالقة مع كوريا الشمالية؟
أحب بهذه المناسبة تذكير الشباب في محطتي «رؤيا» و»المملكة» وأيضا في تلفزيون الحكومة بأن الراجل بتاع كوريا الشمالية جدي، ولا يمكن المزاح معه، وعلى الأرجح «أهتر» أيضا، مثل الطيار الروسي فوق القرم.
علينا أن نتذكر دائما أن رئيس كوريا الشمالية، الذي انتقدناه مرتين حتى  الآن، بدون أي علاقة دبلوماسية لنا، مع بلاده، وبدون وجود، ولا مواطن نشمي واحد، في تلك البلاد، ولا كوري أصفر اللون في جبال عمان الشامخة هو نفسه الرجل، الذي يحضر معه ابنته الصغرى، وهو يطلق الصواريخ الباليستية حتى تحصل على وجبة دسمة من الإدعاءات الوطنية.
وهو نفسه الرجل، الذي يرسل شقيقته لتعلن الحرب وتخاطب البرلمان، طبعا لكي تستعد البلاد والعباد للحرب المقبلة.
ما لنا نحن وما لكوريا الشمالية.
لنترك أجداد القارة الكورية وأسلافهم وعظامهم تتناحر في ما بينها، ولننتبه مجددا لتأسيس طريقة نحل فيها مشكلة الباص السريع أو نساعد رئيس الوزراء في ايجاد حل منتج لأزمة بركة البيبسي أو العمل على مراقبة الهدر في»الإعفاءات الطبية».

رغيف يورانيوم

وقفت المذيعة الزميلة اللبنانية في نشرة أخبار قناة «أم بي سي» الأولى بثوب مزركش ومنقط بالأسود والأبيض، وهي تحاول تقديم وجبة اخبارية دسمة لها علاقة بسرقة، ثم ضبط كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب، في ما تبقى من ما يسمى الآن بالجماهيرية الليبية.
على واجهة الخبر رسومات بيانية وصورة قديمة للقائد الراحل معمر القذافي وحديث عن قلق كوني وأممي بسبب الاختفاء المفاجئ لأكثر من 2 ونصف طن من مادة اليورانيوم وعملية بحث عسكرية وأمنية شاركت فيها أجهزة استخبارات غربية.
على كل حال كشفت «أم بي سي» الإخبارية عن بعض تفاصيل الطابق فيما المذيعة يهفهف شعرها في هواء الأستديو.
نحمد الله أنهم وجدوا اليورانيوم مع ثقتنا المطلقة أن من سرقوها وأخفوها من الطراز الذي يمكنه بيعها باعتبارها «عجينة فستق» أو مادة تدهن على رغيف صاج بلدي حار، جنوبي طرابلس، وفي أحسن الأحوال هم لصوص يبحثون عن «مافيا ما» تشتري!
بصراحة، أقول ذلك لأن زميلا أخبرني في بنغازي أنه شاهد بعينه حمارا يجر عربة صاروخ مداه أكثر من 300 كيلومتر، و أن الذخيرة والأسلحة نهبها باعة البسطات وأبناء القبائل والعشائر  وأن أحدهم خبأ كمية كبيرة من القنابل اليدوية تحت فراشه فانفجرت بالمدام!

 مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى