اراء و مقالات

«زبالة باريس»: هل تذكرين يا بيروت؟ والأردن عندما يشعر بـ«التقزز» وأخيرا «معالي النشمية أوبرا وينفري»

الانتقال بالريموت كنترول في ليلة واحدة من نشرة أخبار قناة «أم بي سي» المختصرة المزركشة، قياسا بألوان ملابس المذيعات الساطعة، الى الشريط الإخباري لقناة «الجزيرة»، يعني الاقتراب فيزيائيا من «ضربة شمس».
الأنباء كلها سلبية وتشبه علبة اتهامات الحكومة الأردنية التي تضم «سوداوية وعدمية».
يقلقنا أن فضائيات العرب لا تتحدث مثلا عن تلك المعايير الستة، التي جعلت فنلندا أسعد بلد في العالم، ويمكننا إضافة معيار ثامن، حيث لا يوجد بالجوار الفنلندي «كيان اسمه إسرائيل»، يدفع باتجاه اثارة شعور القرف والتقزز.
لست أنا من اختار كلمة «تقزز»، فقد وردت على فضائية «المملكة»، وهي تنقل تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي.
إذا كان أبو الدبلوماسية يشعر بالتقزز، وهو يتحدث عن وزير مالية إسرائيل، فماذا يقول المنغمسون من شعبنا الفلسطيني في قرف الاحتلال؟
ما علينا، تنقتل كاميرا «فرانس 24» إلى شوارع باريس مدينة الضوء والثقافة، التي أصبحت تشبه «بيروت»، قبل 4 سنوات، عندما كانت كاميرا «أل بي سي» تسرح وتمرح في شوارعها الملوثة بأكوام القمامة والنفايات.
يا خسارتك يا باريس: آخر تقارير المحطة نفسها تشير إلى أن «الفئران» بدأت بمغادرة مخابئها تحت أرض بلد النور والأضواء. والفأر الفرنسي يقال إنه ضخم للغاية، وفي حجم يشبه القطة، خلافا لأنه عدائي ولا يخشى الإنسان ومتربي على عز المجاري!

باريس اللعوب

ألاحظتم معنا المفارقة: فرنسا اللعوب سياسيا تغادر للتو إفريقيا المنهوبة، فتغرق في القمامة والمظاهرات، ليس من باب الشماتة طبعا، لكن «عقبالك يا أمريكا».
في الصين – حسب «الجزيرة» كل صباح – أو في بحرها أيضا سفن وفرقاطات تتحرش ببعضها البعض ومناطيد بالسماء وطائرات أمريكية على طريقة حارات مخيم الوحدات في عمان تمر من عند الحجاب الحاجز، الذي يفصل ما بين المياه الإقليمية عن المياه الدولية الروسية.
واشنطن تتعامل مع الكمائن ببرود وتنقل طائرات من هنا الى هناك في رقعة شطرنج نفوذها، ووزير الدفاع الأمريكي الأسمر المنتفخ أصبح نجما دائما يطل على الفضائيات.
ولا تعجبني شخصيا، إلا إطلالات الروسي دميتري مدفيدف، عبر قناة موسكو، حيث يكاد يقول بالعربية «رح نلعن أبوكم كلكم على كوكب الأرض»! والسبب أن صاحبنا لا يطل بأي تصريح إلا ويهدد فورا بـ«النووي».
ينبغي على الرئيس فلاديمير بوتين أن «يربط» مستشار الأمن القومي قليلا، فهو الوحيد الذي يهدد بالنووي، والأمريكيون مع شعار «والله لنكيف»! ولا عبور لهم «على طاري النووي».

فن لا يخشى الموت

حسنا فعل رجل الأعمال الأردني زيد نفاع، عندما ظهر على شاشة قناة «رؤيا» ليتحدث مع الأردنيين هذه المرة بصفته قياديا في حزب سياسي جديد، واعدا مرة أخرى أن يتدحرج تطور التجربة.
نفاع، ترك مصالحه الشخصية، وانضم إلى حلقة «التحديث»، في إضافة قد تعني الكثير لاحقا، وأذكى ما سمعته حتى اللحظة هو ما قاله بخصوص شكوك الناس في المحافظات بالزيارات الأولى، ثم تدرج «الإيجابية» قليلا بعد ذلك.
مجددا، أحزابنا الفاضلة لا نطالبها بصناعة صاروخ أو التسلل للقمر أو تدريبنا على رقص الباليه، ويكفي الإصغاء لنبض المسحوقين والتعبانين من المواطنين.
ولتعميم المكاسب يمكن الاستفادة مما قالته لنا الممثلة المصرية الدلوعة رانيا يوسف عبر، شاشة فضائية «النهار»، حيث «لا تخاف من الموت» وتعتبره «راحة من المسؤوليات»، وثقتها في الله كبيرة، ولولا عيب الاستنتاج المتسرع لأعلنت الفنانة الشابة أنها «مبشرة بالجنة»!
لكن لنمنح الفتاة الشغوفة بفن الاستعراض فرصتها، وتوقعاتي أنها قريبا سترتدي الحجاب لـ3 سنوات، وتحصل على حصة الأضواء المطلوبة، ثم تخلعه لاحقا، بعد «استراحة إيمانية»، وتوبة مؤقتة «مهزوزة».

أوبرا وينفري والسياحة

المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري، قدمت لنا نحن الأردنيين درسا مباشرا في ثقافة تشجيع السياحة يغنينا لاحقا عن مؤسسات دعم وتشجيع السياحة.
وينفري، نجمة الفضائيات الأمريكية، حضرت مع صديقة لها الى عمان وزارت مدينة البتراء، جنوبي المملكة وشواطئ العقبة و»وادي رم».
والتقطت عدة فيديوهات، ثم نشرتها على صفحتها التواصلية.
شاهد الصفحة عشرات الملايين من متابعي تلك المذيعة، التي تعتبر مذيعة النجوم والزعماء والملوك الأساسيين.
عوالم «الحاجة» وينفري تسببت بالعديد من الحجوزات والرحلات السياحية للأردن، وكانت بديلا موضوعيا عن عشرات الملايين من الدولارات، التي أنفقت سابقا تحت ستار «كذبة تشجيع السياحة».
عليه – وبصفتي الأهلية والشخصية – أقترح، ودعما للخزينة وترشيدا للنفقات الرأسمالية تعيين «معالي السيدة أوبرا ونفري» وزيرة للسياحة في الحكومة، مع إضافة حقيبتي الزراعة والآثار.
ويمكن طبعا تسليمها أيضا حقيبة وزارية جديدة باسم «وزارة وقف حالات الحفر المتعسف، بحثا عن الذهب»، لأنها بدأت تستنزف أموال وزارة الصحة، وتزيد من عدد ممتهني عوالم الجن، بسبب انهيارات تلك الحفريات.
الاستعانة بوينفري بصفتها «نشمية» منتج أكثر من هيئة تشجيع السياحة ووزارتها، بدلا من «اللت والعجن»، ووضع الخطط والإستراتيجيات، التي لا يلتزم بها أحد.

 مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى