اراء و مقالاتمقالات وآراء

أزمة الأردن: «جوافة» فلسطين ممنوعة… «قمر الدين» السوري «محظور» و«جزر» إسرائيل يتصدر الأسواق

 

غابت كل الكاميرات عن تجاري أردني كبير من وزن الحاج حمدي الطباع، وهو يسأل الملحق التجاري الأمريكي، بعدما هدد الأخير كل تاجر أردني يتعامل مع سوريا بـ«القوائم السوداء»: طيب. لماذا لا تفتحوا لنا أسواق الضفة الغربية؟!
ابتلع الدبلوماسي الأمريكي ريقه وتلعثم قائلا: هذه ليست من اختصاصي.
صاحبنا الأخ الملحق الأمريكي اختصاصه ينحصر بمطاردة «قمر الدين» المصنع في الشام، رغم أن المكان الوحيد، الذي يصنع فيه في العالم هو ريف دمشق فقط.
على شاشة «الأردن اليوم» برز المخضرم عبد الكريم الدغمي وهو يتحدث عن وصفات المصالح الوطنية.

مشكلة معجون «قمر الدين»

صفائح «قمر الدين»، التي لا تستعمل إلا في شهر رمضان، وهي من رموزه، محظورة تماما، مثلها مثل تنظيم «داعش» وقوات «جبهة النصرة». أما المواطن الأردني فيستطيع الاستغناء عن مشروب ومعجون «قمر الدين» والبحث عن قمر بديل حتى لا تنزعج سفارة واشنطن!
ما هي مشكلة قمر الصفدي. أو القمر الصناعي مثلا، ما دام رئيس الوزراء يتحدث عن الثورة الصناعية الرابعة؟
في الشريط الدعائي المرافق للبرنامج الزراعي الوحيد على شاشة التلفزيون الأردني ثمة أشجار موز وبعض الحمضيات وخيار وباذنجان أسود يليق بنا.
لا يوجد الكثير – على الأقل – على الشاشة من فاكهة «الجوافة». رغم ذلك الجوافة الفلسطينية ممنوع عبورها لجسر الملك حسين، رغم أنها «لزيزة» مثل الشعب.
الغريب أن الحكومة الفلسطينية لا تأمر تلفزيون فضائية السلطة بالتحدث عن الجوافة الفلسطينية أيضا، وكأنها ضد أوسلو و«وادي عربة». نفهم من تجار زراعة فلسطينيين أنهم يحلفون بحياة شقيقهم الأردني باعتباره «الرئة اليتيمة».

جوافة محتلة وجزر محتل

لكن هؤلاء المساكين، لا يعرفون لماذا تمنع وزارة الزراعة الأردنية البصل والجوافة، تماما مع أن المانجا الإسرائيلية، ومعها نبتة القشطة، وكذلك الجزر الأحمر الطويل «المحتل»، ومعه المانجا الصهيونية سلع تعبر في سلاسة وتغرق السوق المحلية.
يبدو لي أن جوافة الفلسطيني مشكوك بها، ولم تتدخل عندما صدمت الدولة الأردنية باتفاقية أوسلو. أما بصل الصمود والتصدي فحدث ولا حرج فهو سلاح فتاك ويتيم في أيدي فتيان الانتفاضة ضد قنابل الغاز.
الدكتور ممدوح العبادي، يقول علنا وعلى شاشة الكترونية معروفة إن «صمود الأهل في فلسطين» هو الورقة الوحيدة، التي ينبغي أن تتحول لاستراتيجية تحافظ على المصالح العليا الأردنية في ظل موازين القوى. ما دام رجل دولة من طراز العبادي يقول في ذلك، لماذا لا نسمح للمحاصرين والمخنوقين من مزارعي الضفة الغربية ببيع بعض شوالات البصل وصناديق الجوافة للتخفيف عنهم، ولكي يشتم المواطن ولو قليلا رائحة «بصل البلاد»؟
أسأل فعلا، كمواطن بسيط ولدي استعداد كامل للاستغناء عن «قمر الدين» الشامي، حفاظا على تلك الاختراقات المهمة جدا، التي تحققها الدبلوماسية الأردنية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب؟!
يا جماعة الخير قليل من البصل الفلسطيني لا يضيرنا وورق الجوافة مهم لمعالجة الحساسية، ومن جهتي لن ينتبه الملحق التجاري الأمريكي.

دشداشة ليفربول

فرحنا قليلا ونحن نشاهد «رجلا في دشداشة خليجية» يسلم الميداليات وكأس كبار العالم لكابتن ولاعب ليفربول الإنكليزي، بعد مواجهة ملحمية مع فلامنغو البرازيلي، تابعناها، بسبب تركيز كل الجالسين في مقهى شعبي على شاشة محطة «بي إن سبورت»، التي تبث على الهواء.خضنا تحديا مع رفاق حول طبيعة الجمهور في أحد الإستادات الفخمة في دولة قطر حول عدد المتفرجين من مرتدي الزي التقليدي الخليجي في الملعب. بعد التدقيق صفقنا – ليس للهدف – بل لرصد دشداشه عربية وسط متفرجات متحمسات شقراوات.
نشجع الانفتاح في قطر بقدر تشجيعنا لكل مظاهر الانفتاح في أبو ظبي وفي الرياض.
هذه تبقى عواصمنا، وحسنا تفعل حزمة القنوات الرياضية، وهي تبلغنا ضنيا، أن «الخلاف بين شقيقين» مصيره للزوال في الحلقة الأخيرة.
نحترم جدا الزي الوطني الخليجي والقطري والسعودي والكويتي، ونريد رؤية المزيد من لابسيه في مقاعد المتفرجين.

هيفاء والأردن

حسنا تفعل نجمتنا هيفاء وهبي، وهي تعبر وفقا لشاشة «بي بي سي» عن رغبتها في إكمال «مشروعها القومي الفني» في الغناء في الأردن الذي لم تغن وسط جمهوره سابقا.
طبعا، الخالة هيفاء، كما يسميها معلق رياضي أردني، تقصد اعتلاء مسارح مهرجان جرش.
لكن يبدو أنها لا تتابع كيف تمكن المحترفون في «تقزيم» كل شيء ناجح أو مشروع مفيد من مقاولي البيروقراطية وساسة الصدفة من تقليص وتقطيع أوصال مهرجان جرش وتحويله من مهرجان عالمي يخطف الأبصار إلى مجرد مناسبة تقام في عدة مواقع، وتستضيف الطالح والصالح.
رسالة خاصة للحاجة هيفاء: وحياتك مهرجان جرش إياه أصبح تماما مثل «الباص السريع»، فقد تعرض لـ«التخزيق»، تماما كما تم تحويل عمان إلى مجرد حفريات وكميات هائلة من فوضى الإسمنت والحديد، بذريعة إنجاز مشروع خط باص قد لا يصبح سريعا بل صريعا!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading