اراء و مقالات

بلينكن «يكذب بكل صدق»… وجامعة العرب في حال «سكراب»… والفلسطيني الجبل الذي لا تهزه الريح لم يعد لاجئا

قد لا يصلح مراسل قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح، زميلنا الموصوف رسميا وشعبيا ومهنيا بـ«الجبل»، لمنصب الناطق الرسمي والإعلامي باسم الجامعة العربية حقا، بوضعها وشكلها الحالي.
لكن دحدوح غزة و«الجزيرة» – قد يناسبه الموقع – إذا ما قدر لمقر الجامعة العربية الحالي أن يخضع بدوره لطوفان ما.
زميلنا ذيب القرالة، أحسن الاقتراح عندما كتب يقول إن تعيين وائل الدحدوح ناطقا باسم جامعة العرب، قد يفيد الجامعة، لا بل قد ينقذها من حالة «السكراب»، التي تعيش فيه، بدلالة أن 5 دول أجنبية – ليست عربية – تقدمت لاتهام إسرائيل بحرب الإبادة ضد غزة، بالتوازي مع استشهاد زميلنا الدحدوح الابن، فيما جامعة العرب – أحسن الله مثواها – فيها وريقة تطالب باسم «زعماء الأمتين» بمحاكمة الكيان المجرم!
أين وضعت القمة تلك الوريقة؟ سؤال قد يجيبنا عليه القرالة، إذا ما استجابت الجامعة لاقتراحه.

«وريقة» قمة الرياض!

من غير المنطقي ولا المعقول أن تتقدم الدولة الأكثر اشتباكا والأعرض حدودا مع كيان الاحتلال – وأقصد الأردن – لمحكمة العدل الدولية لمرافعة خاصة، فيما أثرياء العرب والإسلام يقبلون فكرة أن تتحول اجتماعاتهم وتوصياتهم، لمجرد «وريقة» في محضر داخل درج في أحد مكاتب واحد من 11 مساعدا لمعالي الأمين العام للجامعة العربية!
ما نفع المساعدين هنا ما دامت الأمة بقممها أخفقت في ايصال حبة مضاد حيوي لطفل قطعت رجله من أبناء قطاع غزة الصابرة المحتسبة؟!
نعم، الجبل يبقى جبلا، وانتوني بلينكن يبقى راقصا، على حبال هذه الأمة المبتلية بزعاماتها، ورجلا – كما وصفه على قناة «رؤيا» الاردنية – الدكتور ممدوح العبادي «يكذب بكل بصدق»!
لكن ما نفع بلينكن وأمثاله من مهرجي الغرب والولايات المتحدة ما دام زميلنا الجبل يفقد غالبية عائلته ومن يرتبطون به بصلة الدم، ثم يمسك مكروفون «الجزيرة»، بعد دفن جثة ابنه الشهيد، مباشرة في اليد المكسورة نفسها، التي سبق أن قصفتها مسيرة إسرائيلية، ليقول مجددا «أنا الجبل الذي لا تهزه الرياح».
ثمة صمود وصبر عجيب. ثمة قتال ومقاومة مشكورة، لها فضل علينا، لكن بالنسبة لنا نحن ربع الإعلاميين ثمة جنرال صبور وجبل اسمه وائل الدحدوح.

مزارع الفراخ

وبما أن الكلام في الفضاء وعلى الأرض فقط في غزة هذه الأيام نصفق لتلك المداخلة، التي رسمها فينا بحدة سياسي لبناني، مثل وئام وهاب، فيما الزميلة أمام الكاميرا تستفسر منه عن عبثية المقاومة مقابل نتائجها الكارثية.
أوقف وهاب المذيعة، قبل أن تكمل، ثم صرخ حتى تردد صراخه في الإستوديو، وطرح سؤالا عابرا، لكنه كالقنبلة: ما الذي يريده جماعة الربع دولار المأجورين؟ أهل غزة أصلا موتى يمشون على أقدامهم، وثمة شيء في الدنيا اسمه الكرامة، ومن غير المعقول أن نطالب شعبا محاصرا منذ 17 عاما أن يأكل وينام ويذهب الى دورات المياه فقط؟!
صدق وئام وهاب في الواقع، لأن ما يؤمن به بعض المشككين هو تقريع الضحية، وتجنب إدانة الجلاد، وعلى أساس قناعة البعض أن الإنسان العربي عموما لا يصلح إلا للإقامة في مزارع الدجاج، حيث تأكل الدجاجة وتبيض، وتبقى في مكانها الى أن تُذبح.
وحيث تذهب 9 دجاجات فقط، وبمجرد فتح باب القفص خلف دجاجة عاشرة، واحدة لا على التعيين، ولا في أي اتجاه، ثم سرعان ما تنحرف الدجاجات الهائمة في مسارها الى مسلك آخر وبدون بوصلة.
خرج أحدهم يوما على شاشة قناة المملكة الأردنية لكي يعرب بعد تحريك جفونه، بطريقة الحكام الإداريين وبتوع الشرطة عن مخاوفه من أن تكون المقاومة قد ورطت الشعب الفلسطيني.

«قلاية بندورة»

قال أحدهم أمامي في جلسة عامة إن لديه سؤالا عن ذلك الرابط الخفي بين ما فعله يحيى السنوار، وما يريده بنيامين نتنياهو. مع أن جيش الثاني احتفل يوما وعبر القناة الإسرائيلية 12 وغيرها بإلقاء القبض على فردة حذاء الأول.
هم حقا وفعلا جماعة «الربع دولار» ومزرعة الفراخ. بالمناسبة هم موجودون في عمان، وكثر على شاشات الفضائيات المصرية، كما أنهم في بيروت وغيرها من المدن.
وتلك متوالية فراخ، لا تنتهي، ما دمنا في الطوفان، وما دام بعضنا لا يريد الاقتناع يوما أن العملاق العدو، يمكن أن يُكسر ويمكن أن تفقأ عينه.
والبعض لا يريد الاقتناع أن إسرائيل – التي ضربها طوفان 7 أكتوبر/تشرين الأول في مقتل – ليست تلك التي هزمت ستة جيوش عربية، فيما أبناء غزة وجنين وطولكرم ونابلس اليوم ليسوا بالتأكيد في خيار يشبه خيار أجدادهم، فقد قرروا القتال والمواجهة، فيما نحن جميعا قاعدون متفرجون!
الشعب الفلسطيني في خيار لا يشبه الصورة الموجعة، التي بثها مؤخرا التلفزيون الرسمي الأردني عن لاجئ وزوجته وحفيدهما، يتجمعون حول «قلاية بندورة» على حدود الأغوار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى